Translate

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2018

من رسالة القديس البابا ديسقورس كتبها من المنفى الى رهبان هناطون

جزء من رسالة القديس البابا ديسقورس كتبها من المنفى إلى رهبان هناطون
❖ [إنني أعرفه و أنا أتسامَى بالإيمان، أنه وُلِد من الآب إلهًا، وإيَّاه أعرف أنه وُلِد من مريم إنساناً، فأنظره يمشي على الأرض كإنسان، وأنظره بارياً لملائكة السماء كإله، إنه يجوع كإنسان و يُقيت و يُشبع كإله، أنظره يرجمه اليهود كإنسان و هو
بعينه يعبده الملائكة كإله، هو يُجَرَّب كإنسان، و يطرُد الشياطين كإله، هناك أمور كثيرة مثل هذه يُمكِن إيرادها، ولكن لئلا أُوجَد مهذارًا أحجم عن إيراد آيات كثيرة تأييداً لكل مِن هذين الاتجاهين، و سأوردها بعون الله في ظرف ملائم آخر، وكذلك أضرب كشحا عن الذين يُنكِرون ذلك، أعترف به واحداً، وهو بذاته رب و مُخَلِّص و لئنَّ صار بعطفه إنساناً، فتَمَسَّكوا بإيمان الآباء ولا تلتفتوا إلى تعاليم المنحرفين فإنها مُفسِدة للنفوس، ولا إلى الذين يقسمُون الواحد إلى اثنين، إن مُخلِّصنا واحد كما قُلت ولئنَّ صار برحمته إنساناً، أنّ الآباء القديسين الأرثوذكسيين، الأساقفة و رؤساء الأساقفة، قد سَفَّهوا المنحرفين بتعاليمِهِم السليمة، وأعلنوا أنّ القول بطبيعتين عن الإله المتجسد إنما هو ضلال، وحرموا الذين يتجاسرون و يعتقدون بذلك، أما الذين لا يعترفون بالإله الكلمة أنّه وهو ابن طبيعة الآب و صار في آخر الأيام إنساناً ولم يتغير، من أجل خلاصنا وأنّه صار ابن طبيعة الانسان مع بقائه كما كان، إن هؤلاء اعتبروهم غُرباء عن رجاء المسيحيين كما اعتبروا كذلك بقيَّة أصحاب البِدَع.]
رسالة القديس البابا ديسقورس كتبها إلى ساقوندينا من المنفى
❖ [لا يقولنَّ أحد أن الجسد المقدَّس الذي أخذه ربنا من العذراء هو غريب عن جسدنا، كما هو معروف، ولمّا كان الأمر كذلك، فإن الذين يقولون أن المسيح لم يأخذ جسدنا، إنما يُكَذِّبون بولس القائل (ليس من الملائكة أُخِذ، بل من نسل إبراهيم) فلم تكن مريم غريبة عنه على حد قول الكتاب (كان يجب أن يَتَشبَّه لإخوته في كل شئ) و قوله (في كل شئ) يعني به أنه لم يأخذ بعض كياننا، بل أخذه كله بكل ما فيه، وخلاصة القول : أن كل كياننا أخذه ربنا بما فيه النَّفْس. إنه الجسد المولود من العذراء بنفس ناطقة عاقلة بدون تأثير رجل، فإن لم تكن هذه الأمور كذلك على حد تعبير المنحرفين، كيف سُمِّيَ أخانا ؟ فإذا اتخذ جسدا غريبا عن جسدنا كيف يكون حقيقيا ما قاله لأبيه (سأُعَرِّف اسمك لإخوتي) إذن، فلنرفض الذين يقولون بذلك، فقد صار مثلنا من أجلنا، وظَهَر لنا ليس خيالا أو ظنّا، كما تدَّعِي بدعة أصحاب ماني، بل وُلِد حقيقةً مِن مريم والدة الإله، لكي يُحيينا رحمةً منه، ويُصلِح الإناء الذي تحطّم فينا ، ويُجدده، فإنّه عمانوئيل الذي ظَهَر بائساً مِن أجلنا على حد قول بولس: (لكي ننال الغِنَىَ بتواضعه، صار مثلنا بإرادته لكي نكون مثله برحمته، صار إنساناً ولم يفقد كونه ابن الله، لكي نكون نحن بنعمته أبناء الله) هذا ما أعتقده وأؤمن به وإن كان أحد لا يؤمن بذلك فإنّه غريب لإيمان الرسل.]
بركة صلاة وشفاعة القديس البابا ديسقورس الاسكندري فلتكن مع جميعنا. آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق